400

إضافة تسمية

نشر

تم نشر خاطرتك بنجاح.

رسالةٌ إلى قلبي

تم النشر 2023-02-21 بواسطة وعم


قلبي العزيز... كم انا فخورةٌ فيكَ، كم انا اعتزُ بصمودِكَ، كم انا اكبرُ 
واكبرُ برفقتِكَ، قلبي حديثي إليك لن يطول اريد  أن أرسل لك شكري وأمتناني، 
اريد ان  اعبر لك عن تقديري واحترامي....

11/6/2021 في هذا اليوم  وبعدما   قُرعت طبول الثانيه عشر تيهًا ولربما حنينًا 
بعد منتصف الليل الجميعُ نائمون، وانا جالسةٌ الآن في غرفتي وبين اغراضي 
وتحيطُ بي كتبي واقلامي، ها أنا امسك ذاك القلم وتلك الورقة البيضاء وأود 
الكتابه لكنني وبعدما تمعنتُ بتلك الورقه ذات البياض الناصع جالت في خاطري 
الكثير والكثير من الأمور، عندما رائتها ولمستها وشعرت بِنُعُومتها، قلتُ في 
نفسي:
هكذا هو قلبي، يا الله كم يُشبه هذه الورقةَ ببياضها وجمالها وكل شيء، ما 
يزالُ نظيفًا مِثلُها ، لم يتجرأ شخصٌ أن يضعَ عليه بصمةَ حزنٍ، او المٍ، أو 
ما يشابه، تمامًا كذاك القلم الجميل رغم جماله لكنه لم يتجرأ على الكتابه أو 
حتى الرسم عليها ، أيعقل لأنه خاف وهاب؟ ام ماذا؟
        
         لا يا رفيق ذاكَ القلم لم يخاف من الكتابةِ عليها ، لكنه صُدم من 
جمال الورقه، فأخذ عهدًا على نفسهِ الا يحدثَ ضررًا فيها وأن يحافظ عليها، 
تمامًا كقلبي لم يجرحني احد ليس خوفًا، لكنهم عندما قابلوني ولمسوا  جمال 
قلبي، لم يحدثوا ضررًا وحافظوا عليه كما كان، دخلوه ضيوفًا كرام وخرجوا كما 
دخلوا، قابلتهم بجمال وقابلوني بجمالٍ، كنتُ ذات خُلقٍ وحسنٍ فعاملتهم بأخلاقي 
وآدابي، فقابلوني كما قابلتهم ......

قلبي العزيز...
اشكرك لأنك حافظتَ على بياضك، وجمالك، رغم ما يحيطُ بك من حقدٍ وكرهٍ ، لم 
تتنازل عن خُلقٍ من اخلاقِك، ولم تؤدي بي بالهاويه، كنت دائما مرافقًا لعلقي، 
كان هو يأمر وان تنفذ، وان قال شيئًا قلت : تأمر...
كم أنتَ جميلٌ، وكم انا سعيدة بك..

قلبي...
تلك البوابةُ التي تُدخل منها من تشاء وترد منها من تشاء، كم لها فضلٌ علي، لم 
تدع عابثًا أن يدخلَ قلبي، ويبدأ بالكسر والهدم بجدرانهِ، ولم تدع متسلسلًا 
يتسلسلُ إليه ليعلم ما يقوّم حياتي، وما يزيّن روحي، كم انت جميل أيها 
القلب....
أدخلت الجميل ، ورددتَ القبيح، رافقتَ الصالح وتركتَ الطالح، نبضتَ حبًا 
وتوقفتَ كرهًا، نزفت املًا وتوقفت ألماً رغم كل شيء...
لم تعكر صفاءَ روحي بتصرف خاطِئ، كنت دائما وستبقى أبدًا ابيضًا ناصعًا...

قلبي كيفَ حَالُك؟

كَحالُ الشامِ والقَدس، تَنزفْ وما مِن مُعين
يُضمدُ جِراحِها، ولا مِن مُغيثْ يَسمعُ صُراخِها
ولا مِن مَلهوفٍ يَحتَضنُ بُؤسَها،
حَالي كَحالِهم
مُتعبٌ بصوت مَكتومْ، لم يَنتبِه لَه أحد
ولنْ يُدركَهُ أحَد، شَاحِبٌ تُرافِقه غَصةٌ
مَجبولةٌ بالكَثير مِن الإبَر، عَالقةٌ أسفَل حُنجُرتي
تُشلُ قُوتي قَبل صَوتي

أيَكفيكَ هذا، أم أكمِل لَك سَردُ أحَداثَ حَربي التي أخوضُها كل ثانية .
لا تكملَ لي سردُ أحداث حربك، لأنني لم اسألك لتجيبني هكذا، انا أود أن تبقى 
كما عهدتكَ حامدًا شاكرًا رغم كل شيء، كل هذا الحزن هو عابر سبيل ليس إلا 
سيزول ويختفي، ويبقى الأجر والثواب....

.


قلبي...
انا احدِثكَ وكأنك صديقي الغائب منذ سنين، انا اعتذرُ منك لأنني ابتعدت عن 
الحديث معك منذ زمنٍ، لكنني كنتُ مشغولةٌ بحياتي الباقيه، كنت اجهز لرحلتي 
ولخطواتي القادمه، لكنني دومًا اسمعك تقول لا بأس انا بخير، وستبقى بخيرٍ، وما 
هذا الحزن الا عابر سبيل أتى اليوم ليرحل غدًا ....

قلبي العزيز ..
ربما ترهقك التجارب والمواقف ولكن إرادة الله منحتك ذلك الدور لتكون سنداً 
للعقل وكهفاً للنوايا .. وستكون أول من يحاسب عني يوم الحساب فأحرص لأن تبقى 
نظيفاً سليماً كما عهدتك .. وأعلم بأننا نعيش مرحلة فانية فلا تتعلق إلا بما 
كُتب لك .. وأجعل نهجك الإعتدال فلا مكان لفرح دائم ولا لحزن مقيم ...
اشكرك قلبي...
دمتَ بخيرٍ دائمٍ ...



بقلم - سارة محمد عيال سلمان

تقييم النص

يجب ان تقوم بتسجيل الدخول للتقييم
أقلام,lines,سارة محمد عيال سلمان,

مشاركة المنشور

وعم

منصة عربية لنشر الكتب والمحتوى المكتوب "من جميل ما ترتسمه أقلامكم"

نصوص مقترحة

مازلت أهوى

و رأيتك من بين العابرين كطيف يلامس برا

هل أبي سر مشقتي أم سعادتي؟؟؟

اﻷب .... وما أدراك ما اﻷب..... اﻷب كائن يس

النوم يجافيني بعد بزوغ الشمس

أعجز عن النوم يا ربي... أرق يسهد عيناي....

التعليقات

اضافة تعليق

يجب ان تقوم بتسجيل الدخول للتعليق